من الصحابة والتابعين فمن بعدهم Bهم .
ولمسلم فيه كتاب لم أره .
ومثاله من الصحابة وهب بن خنبش - وهو في كتابي الحاكم وأبي نعيم الأصبهاني في ( معرفة علوم الحديث ) هرم بن خنبش وهو رواية داود الأودي عن الشعبي وذلك خطأ - صحابي لم يرو عنه غير الشعبي .
( 191 ) وكذلك عامر بن شهر وعروة بن مضرس ومحمد بن صفوان الأنصاري ومحمد بن صيفي الأنصاري - وليسا بواحد وإن قاله بعضهم - صحابيون لم يرو عنهم غير الشعبي .
وانفرد قيس بن أبي حازم بالرواية عن أبيه وعن دكين بن سعيد المزني والصنابح بن الأعسر ومرداس بن مالك الأسلمي وكلهم صحابة .
وقدامة بن عبد الله الكلابي منهم لم يرو عنه غير أيمن بن نابل .
وفي الصحابة جماعة لم يرو عنهم غير أبنائهم .
منهم : شكل بن حميد لم يرو عنه غير ابنه شتير .
ومنهم : المسيب بن حزن القرشي لم يرو عنه غير ابنه سعيد بن المسيب .
ومعاوية بن حيدة لم يرو عنه غير ابنه حكيم والد بهز .
وقرة بن أياس لم يرو عنه غير ابنه معاوية .
وأبو ليلى الأنصاري لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن بن أبي ليلى .
ثم إن الحاكم أبا عبد الله حكم في ( المدخل إلى كتاب الإكليل ) بأن أحدا من هذا القبيل لم يخرج عنه ( البخاري ) و ( مسلم ) في صحيحيهما .
وأنكر ذلك عليه ونقض عليه : .
بإخراج ( البخاري ) في صحيحه : حديث قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي : ( ( يذهب الصالحون الأول فالأول . . ) ) ولا راوي له غير قيس .
وبإخراجه - بل بإخراجهما - حديث المسيب بن حزن في وفاة أبي طالب مع أنه لا راوي له غير ابنه .
( 192 ) وبإخراجه حديث الحسن البصري عن عمرو بن تغلب : ( ( إني لأعطي الرجل والذي أدع أحب إلي ) ) ولم يرو عن عمرو غير الحسن .
وكذلك أخرج ( مسلم ) في صحيحه حديث رافع بن عمرو الغفاري ولم يرو عنه غير عبد الله بن الصامت .
وحديث أبي رفاعة العدوي ولم يرو عنه غير حميد بن هلال العدوي .
وحديث الأغر المزني : ( ( إنه ليغان على قلبي . . . ) ) ولم يرو عنه غير أبي بردة .
في أشياء كثيرة عندهما في كتابيهما على هذا النحو وذلك دال على مصيرهما إلى أن الراوي قد يخرج عن كونه مجهولا مردودا برواية واحد عنه .
وقد قدمت هذا في النوع الثالث والعشرين ثم بلغني عن أبي عمر بن عبد البر الأندلسي وجادة قال : كل من لم يرو عنه إلا رجل واحد فهو عندهم مجهول إلا أن يكون رجلا مشهورا في غير حمل العلم كاشتهار مالك بن دينار بالزهد وعمرو بن معدي كرب بالنجدة .
( 193 ) واعلم : أنه قد يوجد في بعض من ذكرنا تفرد راو واحد عنه خلاف في تفرده ومن ذلك : قدامة بن عبد الله ذكر ابن عبد البر أنه روى عنه أيضا حميد بن كلاب والله أعلم .
ومثال هذا النوع في التابعين : ( أبو العشراء الدارمي ) لم يرو عنه فيما يعلم غير حماد بن سلمة .
ومثل ( الحاكم ) لهذا النوع في التابعين بمحمد بن أبي سفيان الثقفي وذكر أنه لم يرو عنه غير الزهري فيما يعلم قال : وكذلك تفرد الزهري عن نيف وعشرين رجلا من التابعين لم يرو عنهم غيره . وكذلك عمرو بن دينار تفرد عن جماعة من التابعين وكذلك يحيى بن سعيد الأنصاري وأبو إسحاق السبيعي وهشام بن عروة وغيرهم . وسمى الحاكم منهم في بعض المواضع .
فيمن تفرد عنهم : عمرو بن دينار : عبد الرحمن بن معبد وعبد الرحمن بن فروخ وفيمن تفرد عنهم الزهري : عمرو بن أبان بن عثمان وسنان بن أبي سنان الدؤلي . وفيمن تفرد عنهم يحيى عبد الله بن أنيس الأنصاري .
ومثل في أتباع التابعين بالمسور بن رفاعة القرظي وذكر أنه لم يرو عنه غير مالك . وكذلك تفرد مالك عن زهاء عشرة من شيوخ المدينة .
قلت : وأخشى أن يكون ( الحاكم ) في تنزيله بعض من ذكره بالمنزلة التي جعله فيها معتمدا على الحسبان والتوهم والله أعلم