متقدم ومتأخر تباين وقت وفاتيهما تباينا شديدا فحصل بينهما أمد بعيد وإن كان المتأخر منهما غير معدود من معاصري الأول وذوي طبقته . ( 190 ) .
ومن فوائد ذلك تقرير حلاوة علو الإسناد في القلوب .
وقد أفرده ( الخطيب الحافظ ) في كتاب حسن سماه ( كتاب السابق واللاحق ) .
ومن أمثلته : أن محمد بن إسحاق الثقفي السراج النيسابوري : روى عنه ( البخاري ) والإمام في تاريخه وروى عنه ( أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف النيسابوري ) وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر وذلك : أن ( البخاري ) مات سنة ست وخمسين ومائتين ومات ( الخفاف ) سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وقيل : مات في سنة أربع أو خمس و تسعين وثلاثمائة .
وكذلك ( مالك بن أنس ) الإمام : حدث عنه ( الزهري ) و ( زكريا بن دويد الكندي ) وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر . إذ مات مالك بن أنس سنة تسع وتسعين ومائة ومات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة . ولقد حظي مالك بكثير من هذا النوع والله أعلم