وغيره بالنصب عطفا على مدبجا بأبد لا من قسمين أي وغير المدبج القسم الثاني وهو انفراد فذ بالفاء والذال المعجمة أي انفراد أحد القرينين بالرواية عن الآخر وعدم الوقوف على رواية الآخر عنه وحينئذ فالأول أخص منه فكل مدبج إقران ولا عكس .
وفي الأول صنف الدارقطني كتابا حافلا في مجلد وفي الثاني صنف أبو الشيخ ابن حبان الأصبهاني وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن الأخرم الشيباني وفيهما شيخنا ملخصا لذلك منها فسمى الأول التعريج على التدبيج ويسمى أيضا المخرج من المدبج والثاني الأفنان في رواية الأقران .
مثال الأول في الصحابة أبو هريرة وعائشة روى كل منهما عن الآخر وفي التابعين الزهري وأبو الزبير كذلك وفي أتباعهم مالك والأوزاعي كذلك وفي أتباع التابعين أحمد وابن المديني كذلك مع نزاع في كونهما قرينين وفي المتأخرين المزي والبرزالي كذلك وشيخنا والتقي الفاسي كذلك .
ومثال الثاني ورواية سليما التيمي عن مسعر فقد قال الحاكم لا أحفظ لمسعر عن التيمي رواية على أن غيره توقف في كون التيمي من أقران مسعر بل هو أكبر منه كما صرح به المزي وغيره .
نعم روى كل من الثوري ومالك بن مغول عن مسعر وهو أقران والأعمش عن التيمي وهما قرينان والزين رضوان عن الرشيدي وهما قرينان من شيوخنا .
وقد يجتمع جماعة من الأقران في سلسلة كرواية أحمد عن أبي خيثمة زهير ابن حرب عن ابن معين عن علي بن المديني عن عبيد الله بن معاذ لحديث أبي بكر ابن حفص عن أبي سلمة عن عائشة كان أزواج النبي