ونضلها فالردة تحبط العمل عند عامة العلماء كأبي حنيفة بل نص عليه الشافعي في الأم وإن حكى الرافعي عن تقييده باتصالها بالموت وقيد بعضهم كونه حين الرؤية بالغا عاقلا حكاه الواقدي عن أهل العلم فقال رأيت أهل العلم يقولون كل من رأى رسول الله A وقد أدرك الحلم فأسلم وعقل أمر الدين ورضيه فهو عندنا ممن صحب النبي A ولو ساعة من نهار .
والتقييد بالبلوغ كما قال المؤلف شاذ وهو يخرج نحو محمود بن الربيع الذي عقل من النبي A مجة وهو ابن خمس سنين مع عدهم إياه في الصحابة بضعهم كونه مميزا كما تقدم .
وقيل إنه لا يكفي في كونه صحابيا مجرد الرؤية بل لا يكون صحابا إلا إن طالت صحبته للنبي A وكثرت مجالسته معه على طريق التبع له والأخذ عنه وبه جزم ابن الصباغ في العدة فقال الصحابي هو الذي لقي النبي A وأقام معه واتبعه دون من وفد عليه خاصة وانصرف من غير مصاحبة ولا متابعة .
وقال أبو الحسين في المعتمد هو من طالت مجالسته له على طريق التبع له والأخذ عنه أما من طالت بدون قصد الاتباع أو لم تظل كالوافدين فلا وقال الكباء الطبري هو من ظهرت صحبته لرسول الله A صحبة القرين قرينه حتى يعد من أحزابه وخدمه المتصلين به قال صاحب الواضح وهذا قول شيوخ المعتزلة .
وقال ابن فورك هو من أكثر مجالسته واختص به ولذلك لم يعد الوافدون من الصحابة في آخرين من الأصوليين بل حكاه أبو المظفر السمعاني عنهم وادعى أن اسم الصحابي يقع على ذلك من حيث اللغة والظاهر وأن المحدثين توسعوا في إطلاق اسم الصحبة على من رآه رؤية