سفيان وأبي بكر بن أبي خيثمة وغيرهم في كتب لم يخصوها بهم بل يضم من بعدهم إليهم وقد انتدب شيخنا لجمع ما تفرق من ذلك وانتصب لدفع المغلق منه على السالك مع تحقيق غوامض وتوفيق بين ما هو بحسب الظاهر كالمتناقض وزيادات جمة وتتمات مهمة في كتاب سماه الإصابة جعل كل حرب منه غالبا على أربعة أقسام الأول فيمن وردت روايته أو ذكره من طريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو منقطعة .
الثاني من له رؤية فقط الثالث من أدرك الجاهلية والإسلام ولم يرد في خبر أنه اجتمع بالنبي A الرابع من ذكر في كتب مصنفي الصحابة أو مخرجي المسانيد غلطا مع بيان ذلك وتحقيقه مما لم يسبق إلى غالبه وهذا القسم هو المقصود بالذات منه وقد وقع التنبيه فيه على عجائب يستغرب وقوع مثلها ومات قبل عمل المبهمات وأرجو عملها .
إذا علم هذا ففي عشرة مسائل .
الأولى في تعريف الصحابي وهو لغة يقع على من صحب أقل ما يطلق اسم صحبة فضلا عمن طالت صحبته وكثرت مجالسته .
وفي الاصطلاح راء النبي صلي الله عليه وسلم اسم فاعل من رأى حال كونه مسلما عاقلا ذو صحبة على الأصح كما ذهب إليه الجمهور من المحدثين والأصوليين وغيرهم اكتفى بمجرد الرؤية ولو لحظة وإن لم يقع معها مجالسة ولا مماشاة ولا مكالمة لشرف منزلة النبي A وممن نص على الاكتفاء بها أحمد فإنه قال من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه فهو من الصحابة .
وكذا قال ابن المديني من صحب النبي A أو رآه ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي A وتبعهما تلميذهما البخاري فقال من صحب النبي A أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه قيل ويرد على ذلك توقف