من حديث أبي الطفيل عن زيد بن حارثة قال كان النبي A خبأ له سورة الدخان وكأنه أطلق السورة وأورد بعضها .
وحكى أبو موسى المدني أن السر في امتحان النبي A بهذه الآية الإشارة إلى أن عيسى بن مريم عليه السلام يقتل الدجال بجبل الدخان كما في رواية أحمد من حديث ابن الزبير عن جابر فأراد التعريض لابن صائد بذلك لأنه كان يظن أنه الدجال على أن الخطابي استبعد تفسير الدخ بالدخان وصوب أنه خبأ له الدخ وهو نبت يكون بين البساتين وسبب استبعاده أن الدخان لا يحط في اليد ولا الكم ثم قال إلا أن يكون خبأ له اسم الدخان في ضميره .
والحاكم أبو عبد الله فسره أيضا في علومه الجماع أي بالجماع وهو كما اتفق عليه الأئمة وأهم في ذلك حتى قال ابن الصلاح إنه تخليط فاحش يغيظ العلم والمؤمن ولفظ الحاكم سألت الأدباء عن تفسير الدخ فقال كذا يزخها يعني بالزاي بدل الدال بمعنى واحد الدخ والزخ قال والمعنى الذي أشار إليه ابن صائد خذله الله فيه مفهوم ثم أنشد لعلي Bه .
( طوبى لمن كانت له مزخة ... يوخها ثم ينام الفخة ) .
فالمزخة بالفتح هي المرأة قاله الجوهري ومعنى يزخها يجامعها والفخة أن ينام ينفخ في نومه .
ويؤيد وهم الحاكم رواية أبي ذر الماضية لما فيها من قوله فأراد ابن صائد أن يقول الدخان فلم يستطع بل قال المصنف إنه لم يرى في كلام أهل اللغة أن الدخ بالدال هو الجماع وإنما ذكره وبالزاي فقط وإذا كان كل من الحاكم والخطابي مع كونه من أئمة الفن صدر منه خلاف الرواية في معنى هذا اللفظ فكيف ممن دونهما على أن من الغريب ما لا يعرف تفسيره إلا من