رووه ولبعض الأحاديث عنده أكثر من طريق بحيث الطرق عنده على التسعين وجزم بذلك ابن دحية وقد سبق ابن الجوزي لزيادة عدد الصحابة على الستين أبو القاسم الطبراني والعجب بأن من رواته للصحابة العشرة المشهود لهم بالجنة وأنه خص بالأمرين وهما اجتماع أزيد من ستين صحابيا على روايته وكون العشرة منهم فيما ذكره الشيخ ابن الصلاح حكاية عن بعضهم ممن لم يسمه وهو موجود في مقدمة إحدى النسختين من الموضوعات لابن الجوزي الأول من كلام نفسه والثاني نقلا عن أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الإسفرائيني .
وكذا قال الحاكم فيما نقله عن صاحبه البيهقي ووافقه عليه بل أشعر كلام ابن الصلاح باختصاصه بكونه مثالا للمتواتر فإنه قال ومن سئل عن إبراز مثال لذلك فميا يروى من الحديث أعياه تطلبه قال وحديث إنما الأعمال بالنيات ليس من ذلك بسبيل وإن نقله عدد التواتر وزيادة لأن ذلك طرأ عليه في وسط إسناده ولم يوجد في أوائله على ما سبق ذكره .
نعم حديث من كذب علي نراه مثالا لذلك فإنه نقله من الصحابة العدد الجم ووافقه على إطلاق التواتر عليه ولكن نازع غير واحد في اجتماع العشرة على روايته وبعض شيوخ شيوخنا في كونه متواترا لأن شرطه كما تقدم استواء طرفيه وما بينهما في الكثرة وليست موجودة في كل طريق من طرقه بمفردها .
وأجيب عن الأول بأن الطرق عن العشرة موجودة في مقدمة الموضوعات لابن الجوزي وابن عوف في النسخة الأخيرة منها وكذا موجودة عند من بعده والثابت منها كما سيأتي من الصحاح علي والزبير ومن الحسان طلحة وسعد وسعيد أبو عبيدة ومن الضعيف التماسك طريق عثمان بقيتها ضعيف أو ساقط وعلى كل حال فقد وردت في الجملة عن