عزا وعزازة أيضا إذا اشتد وقوي ومنه قوله تعالى ( فعززنا بثالث ) أي قوينا وشددنا وجمع العزيز عزاز مثل كريم وكرام كما قال الشاعر .
( بيض الوجوه أليه ومعاقل ... في كل نائية عزاز الأنفس ) .
ثم هو ظاهر في الاكتفاء بوجود ذلك في طبقة واحدة بحيث لا يمتنع أن يكون في غيرها من طباقه غريبا كأن ينفرد به راو آخر عن شيخه بل ولا أن يكون مشهورا لاجتماع ثلاثة فأكثر على روايته في بعض طباقه أيضا ومشى على ذلك شيخنا حيث وصف حديث شعبة عن واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عبد الله بن عمر مرفوعا أمرت أن أقاتل الناس بأنه غريب لتفرد شعبة به عن واقد ثم لتفرد أبي غسان المسمعي به عن عبد الملك ابن الصباح رواية عن شعبة وعزيز لتفرد حرمي بن عمارة وعبد الملك بن الصباح به عن شعبة ثم لتفرد عبد الله بن محمد بن المسندي وإبراهيم بن محمد ابن عرعرة به عن حرمي .
وسبقه لنحوه ابن الصلاح حيث مثل للمشهور بحديث الأعمال بالنيات مع كون أول سنده فردا والشهرة إنما طرأت له من عند يحيى بن سعيد بل قال في الغريب عن هذا الحديث إنه غريب مشهور وذلك بوجهين واعتبارين وقال أبو نعيم في حديث سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي رفعه مفتاح الصلاة التكبير أنه مشهور لا نعرفة إلا من حديث ابن عقل فقال شيخنا إن مراده أنه مشهور من حديث ابن عقيل فهذه الشهرة النسبية نظير الغرابة النسبية في قوله فيما ينفرد به الراوي عن شيخه غريب وإنما المراد أنه فرد عن ذلك الشيخ من رواية هذا