ابن رشيد كما نبه عليه ابن سيد الناس لأنه جوز أن يخالف حكمه حكم غيره في طرف فكذلك يجوز أن يخالفه في طرف آخر وفيه نظر لاستلزامه نقض ماقرره .
وبالجملة فالمسكوت عنه أقسام منه ما هو في الصحيحين أو على شرط الصحة أو حسن لذاته أو الاعتضاد وهما كثير في كتابه جدا ومنه ما هو ضعيف لكنه من رواية من لم يجمع على تركه .
وقد قال النووي C الحق إن ما وجدناه مالم يبينه ولم ينص على صحته أو حسنه أحد ممن يعتمد فهو حسن وإن نص على ضعفه من يعتمد أو رأى العارف في سنده ما يقتضي الضعف ولا جابر له حكم بضعفه ولم يلفت إلى سكوته انتهى .
وما أشعر به كلامه من التفرقه بين الضعيف وغيره فيه نظر والتحقيق التمييز لمن له أهلية النظر ورد المسكوت عليه إلى ما يليق بحاله من صحة وحسن وغيرهما كما هو المعتمد ورجحه هو في بابه وإن كان C قد أقر في مختصريه ابن الصلاح على دعواه هنا التي تعرب من صنيعه المتقدم في مستدرك الحاكم وغيره مما ألجأه إليها مذهبه ومن لم يكن ذا تمييز فالأحوط أن يقول في المسكوت عليه صالح كما هي عبارته خصوصا وقد سلك جماعة وكذا للإمام الحافظ الثقة أبي الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن سيد الناس اليعمري بفتح التحتانية والميم حسبما اقتصر عليه ابن نقطة وغيرة من الحفاظ وبضم الميم أيضا كما ضبطه النووي الأندلسي الأصل القاهري الشافعي مؤلف السيرة النبويه وغيرها المتوفى في شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة عن ثلاث وستين سنه والمدفون بالقرافة في القطعه التي شرحها من الترمذي اعتراض آخر على ابن الصلاح فإنه قال لم يرسم أبو داود شيئا بالحسن إنما قول أبي داود يعني الماضي وهو ذكرت