لهم فذكر أبو أحمد بن عدي عن أبي العباس بن عقدة قال كنا نحضر مع الحسين بن محمد المعروف بعبيد ويقلب أيضا العجل عند الشيوخ وهو شاب فينتخب لنا فكان إذا أخذ الكتاب كلمناه فلا يجبننا حتى يفرغ فسألناه عن ذلك فقال إنه إذا مر حديث الصحابي أحتاج أتفكر في مسند ذلك الصحابي هل الحديث فيه أم لا فلو أجبتكم خشيت أن أزل فيقولون لي لم انتخبت هذا وقد حدثنا به فلان .
وعلموا أي من انتخب من الأئمة في الأصل المنتخب منه ما انتخبوه لأجل تيسر معارضة ما كتبوه به أو لإمساك الشيخ أصله بيده أو للتحديث منه أو كتابة فرع آخر منه حيث فقد الأول واختلف اختبارهم كيفية في لكونه لا حجر فيه فعلموا إما خطأ بالحمرة ثم منهم من يجعله عريضا في الحاشية اليسرى كالدارقطني أو صغيرا في أول إسناد الحديث كما للالكائي أو على الصورة همزتين بحبر في الحاشية اليمنى كأبي الفضل علي بن الحسن الفلكي أو بصاد ممدودة بحبر في الحاشية أيضا كأبي الحسن علي بن أحمد النعيمي أو بطاء مهملة ممدودة كذلك كأبي محمد الخلال أو بحائين إحداهما إلى جنب الأخرى كذلك كمحمد بن طلحة النعالي أو بجيم في الحاشية اليمنى كالجماعة أو غير ذلك .
ولا تكن أيها الطالب مقتصرا أن تسمعا الحديث ونحوه وكتبه بالنصب عطفا على محل أن المصدرية على نزع الخافض أي لا تقتصر على سماع الحديث وكتبه من دون فهم لما في سنده ومتنه نفعا أي نافع فيكون كما قال ابن الصلاح قد أتعبت نفسك من غير أن تظفر بطائل ولا تحصل بذلك في عداد أهل الحديث الأماثل بل لم تزد أن صرت من المتشبهين المنقوصين المتحلين بما هم منه عاطلون وما أحسن قول غيره