قدرك ولكن على قدر الوقت ولا يمنع ذلك إكرامه المشايخ والعلماء وذوي الأنساب لما أمر به من إنزال كل منزلة وقد قال مالك كنا نجلس إلى ربيعة وغيره فإذا أتى ذو السن والفضل قالوا له ههنا حتى يجلس قريبا منهم قال وكان ربيعة ربما أتاه الرجل ليس له ذاك السن فيقول له ههنا ولا يرضى حتى يجلسه إلى جنبه كان يفعل ذلك لفضله عنده .
ولا تقدم أحدا في غيره نوبته بل تأس بأبي جعفر بن جرير الطبري حيث حضر إليه الفضل بن جعفر بن الفرات وهو ابن الوزير وقد سبقه رجل فقال الطبري للرجل ألا تقرأ فأشار الرجل إلى ابن الوزير فقال له الطبري إذا كانت النوبة لك فلا تكترث بدجلة ولا الفرات انتهى .
وهذه كما قال شيخنا من لطائف ابن جرير وبلاغته وعدم التفاته لأنباء الدنيا .
وكذا لا تخص واحد بالإقبال عليه بل أقبل عليهم بكسر الميم جميعا إذا أمكن فذاك مستحب لقول حبيب بن أبي ثابت كانوا يحبون إذا حدث الرجل أن لا يقبل على الواحد فقط ولكن يعمهم وعنه أيضا أنه من السنة وأعلى من ذلك أن لا نخص أحدا بالتحديث لا سيما إن كان ممن يترفع عن الجلوس مع من يراه دونه فضلا عن مجيئك إليه .
وقال سأل الرشيد عبد الله بن إدريس الأودي أن يحدث ابنه فقال إذا جاء مع الجماعة حدثناه وما أحسن قول إمامنا الشافعي فيما رويناه من جهة الربيع بن سليمان المرادي عنه .
( العلم من شرطه لمن خدمه ... أن يجعل الناس كلهم خدمة ) .
( واجب صونه عليه كمـا ... يصون في الناس عرضه ودمه ) .
ولا تجلس في الظل وهم في الشمس واخفض صوتك إلا أن يكون