مالك لا ينبغي أتباعه فيها إلا لمن صحت نيته في خلوص هذه الأفعال تعظيما للحديث لا لنفسه لأن للشيطان وساوس في مثل هذه الحركات فإذا عرفت أن نيتك فيها كنية مالك فافعلها ولا يطلع على نيتك غير الله .
ونحوه قال شيخنا في العذبة إن فعلها بقصد السنة أجر أو للتمشيخ والشهرة حرم ولا شك أن حرمته A وتعظيمه وتوقيره بعد مماته عند ذكره وذكر حديثه وسماع اسمه وسيرته كما كانت في حياته وكذا معاملة آله وعترته وتعظيم أهل بيته وصحابته لازم وربما تعرض للمحدث ضرورة لا يتمكن معها من الجلوس فلا حرج في القراءة عليه وهو قائم .
قال ابن عساكر كنت اقرأ على أبي عبد الله الفراوي فمرض فنهاه الطبيب عن الإقراء وأعلمه أنه سبب الزيادة مرضه فلم يوافقه على ذلك بل كنت أقرأ عليه في مرضه وهو ملقى على فراشه إلى أن عوفي وكذا قرا السلفي وهو متكئ لدمامل كانت في مقعدته على شيخه أبي الخطاب بن البطر وغضب الشيخ لعدم علمه بالعذر .
وسو بين من قصدك للتحديث وهب لم يخلص النية بحسب القرائن الدالة على ذلك طالب فلا تمنع من تحديثه بل عم جميع من سألك أو حضر مجلسك استحباب كما صرح به للخطيب في جامعه إذ التساهل وقت التحمل ليس بشرط وقد قال حسين بن علي الجعفي كنت أمتنعت أن أحدث فأتاني آت في النوم فقال مالك لا تحدث فقلت لأنهم ليسوا يطلبون به الله فقال حدث أنت ينفع من نفع ويضر من ضر .
وفي زيادات المسند من طريق الشعبي عن علي قال تعلموا العلم صغارا تنتفعوا به كبارا تعلموا العلم لغير الله يصير لذات الله وعند الخطيب عن يحيى ابن يمان قال ما سمعت الثوري يعيب العلم قط ولا من يطلبه .
فيقال له ليست لهم نية فيقول طلبهم للعلم نية وعن حبيب بن أبي