عند مجيزي النقل معنى أي بالمعنى وهم الجمهور كما سلف في بابه سواء بين ذلك أم لا وهون فعله حماد بن سلمة فإنه قيل إنه كان يحمل ألفاظ جماعة يسمع منهم الحديث الواحد على لفظ أحدهم مع اختلافهم في لفظه ولكن رجح بيانه عندهم أي هو أحسن بأن يعين صاحب اللفظ الذي اقتصر عليه لقوله واللفظ لأبي بكر بن أبي شيبة ونحو ذلك للخروج من الخلاف فإن لم يعلم تمييز لفظ أحدهما عن الآخر فالراجح بيانه أيضا كما وقع في الحديث الذي عند أبي داود عن مسدد عن بشر بن المفضل حدثنا ابن عون عن القاسم بن محمد وإبراهيم زعم أنه سمع منها جميعا ولم يحفظ حديث هذا من حديث هذا ولا حديث هذا من حديث هذا قالا قالت أم المؤمنين يعني عائشة بعث رسول الله A بالهدى وذكر حديثا ونحوه قاله حدثنا مسدد وأبو كامل دخل حديث أحدهما في الآخر ثم هو في سلوكه البيان حيث ميز بالخيار بعد تعيين صاحب اللفظ بين أن يكون مع افراد قال أو مع قالا إن كان أخذه عن اثنين أو قالوا إن كانوا أكثر .
وقد اشتدت عناية مسلم ببيان ذلك حتى في الحرف من المتن وصفة الراوي ونسبه وربما كما قدمته في الرواية بالمعنى كان بعضه لا يتغير به معنى وربما كان في بعضه تغير ولكنه خفي لا يتفطن له إلا من هو في العلوم بمكان .
واستحسن له قوله ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن ابن عيينة فقال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة من أجل أن أعادته ثانيا ذكر أحدهما خاصة يشعر كما قال ابن الصلاح بأن اللفظ المذكور له ويتأيد بقوله في موضع آخر حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وزهير بن حرب جميعا عن حفص بن غياث قال ابن نمير حدثنا حفص عن