الضابطين وربما أفصح المتحري منهم بذلك وحينئذ فلا فائدة فيه إلا إن كان الشيخ نفسه هو الضابط كما كان ابن المصنف يفعله غالبا لقلة المتميزين في ذلك نعم ربما استظهر بعض المتشددين لما يكتبه المحدث لنفسه أنه سمعه حيث كان معه غيره بشهرة أحد السامعين بين المحدثين وحيث كان متفردا بالإلحاق والتصحيح وشبهه إذ الكتاب لا يخلو غالبا عن الاحتياج لذلك بل وتخليف الراوي فروى أبو بكر بن المقري عن الحسن بن القاسم بن رحيم الدمشقي حدثنا محمد بن سليمان قال قدم ابن معين علينا البصرة فكتب عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي وقال له يا أبا سلمة إني أريد أن أذكر لك شيئا فلا تغضب منه قال هات قال حديث همام عن ثابت عن أنس عن أبي بكر في الغار لم يروه أحد من أصحابك إنما رواه عفان وحبان ولم أجده في صدر كتابك إنما وجدته على ظهره قال فنقول ماذا قال تحلف لي أنك سمعته من همام فقال قد ذكرت أنك كتبت عني عشرين ألفا فإن كنت عندك فيها صادقا فما ينبغي أن تكذبني في حديث وإن كنت كاذبا في حديث فما ينبغي أن تصدقني فيها وترمي بها بنت أبي عاصم طالق ثلاثا إن لم أكن سمعته من همام ووليه لا أكلمك أبدا .
وسمع عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بن رزيق بن حبان حديثا فلما فرغ قال الله يا أبا المقدام وهي كنيته أحدثك فلان بهذا أو سمعت هذا قال فجثا على ركبتيه واستقبل القبلة وقال أي والله الذي لا إله إلا هو ولعل بلغه قول علي Bه كنت إذا سمعت من النبي A حديثا نفعني الله D بما شاء أن ينفعني منه وإذا حدثني غيري استحلفته فإذا حلف لي صدقته وحدثني أبو بكر Bه وصدق أبو بكر وذكر حديثا .
وقد يبتديء الشيخ بالحلف مع اشتهار ثقته وصدقه لكن لتزداد طمأنينة