قدر مصنفيهما ورسوخ قدمهما في العلم وتقدمهما المعرفة بالصناعةوجودة تمييزالصحيح من غيره وبلوغهما أعلى المراتب في الاجتهاد ولإمامة في وقتهما .
على أن شيخهما قد ذكر في توضيح النخبة أن الخلاف في التحقيق لفظي قال لأن من جوز إطلاق العلم قيده بكونه نظريا وهو الحاصل عن الاستدلال ومن أبي الاطلاق خص لفظ العلم بالمتواتر وما عداه عنده ظني لكنه لا ينفي أن ما أحتف بالقرائن أرجح مما خلا منها ولأجل كونه نظريا قيل ( في الصحيح ) لكل من البخاري ومسلم ( بعض شيء ) وهو يزيد على مائتي حديث ( قد روى ) حال كونه ( مضعفا ) بالنسبة لبعض من تأخر عنهما وفات بذلك فيه تلقي كل الأئمة المشار إليه .
من ثم استثناءة ابن الصلاح من المقطع بقوله سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني وغيره وهي معروفة عند أهل هذا الشأن انتهى .
ولا يمنع الاستثناء اجتهاد جماعة في الجواب عنه ودفع انتقاد ضعفه وأفرد الناظم مؤلفا لذلك عدمت مسودته قبل تبيضها وتكفل شيخنا في مقدمة شرح البخاري بما يخصه منه والنووي في شرح مسلم بما يخصه منه فكان فيهما مع تكلف في بعض أجزاء في الجملة .
وأماما ادعاه ابن حزم في كون كل واحد من الشيخين مع اتقانه وحفظه وصحة معرفته تم عليه الوهم في حديث أورده لا يمكن الجواب عنه وحكم على حديث مسلم خاصة بالوضع فقد رده بعض الحفاظ في جزء مفرد وأوضحت الكلام على ذلك مع مهمات كثيرة في هذا الباب وفي غيره في النكت لا يستغني من يروم التبحر في الفن عنها ويستثني من القطع أيضا ما وقع التجاذب بين مدلوليه حيث لا ترجيح أن يفيد المتناقضان العام