الأداء سمعته من لفظ الشيخ حدثنا فلان أو سمعت فلانا أو أخبرنا أو خبرنا أو أنبأنا أو انبأنا فلان أو قال لنا أو ذكر لنا فلان على وجه الجواز في ذلك كله اتفاقا حسبما حكاه عياض يعني لغة كما صرح به الخطيب حيث قال كل هذه الألفاظ عند علماء اللسان عبارة عن التحديث وإلا فالخلاف موجود فيها اصطلاحا كما سيأتي .
ومن أصرح الأدلة لذلك قوله تعالى ( يومئذ تحث أخبارها ) ( ولا ينبئوك مثل خبير ) قال ابن الصلاح وينبغي أي ندبا أن لا يطلق من هذه الألفاظ ما شاع استعماله في غير السماع لفظا لما فيه من الإبهام والإلباس يعني حيث حصلت التفرقة بين الصيغ بحسب افتراق التحمل وخص ما يلفظ به الشيخ بالتحديث وما سمع في العرض بالإخبار وما كان إجازة مشافهة بالإنباء بل عدم الإطلاق كما أشار إليه الشارح مما يتأكد في أنبأنا بخصوصها بعد اشتهار استعمالها في الإجازة لأنه يؤدي إلى إسقاط المروي ممن لا يحتج بها .
وعلى كل حال فهذه الألفاظ متفاوتة وقد قدم الحافظ الخطيب منها أن يقولا أي الراوي سمعت إذ لفظها صريح لا تقبل كما سيأتي التأويل وبعدها أي بعد سمعت في الرتبة حدثنا لأن سمعت كما قال الخطيب لا يكاد أحد يقولها في الإجازة والمكاتبة ولا في تدليس ما لم يسمعه بخلاف حدثنا فقد استعملها في الإجازة فطر وغيره كما سبق في التدليس .
وروى أن الحسن البصري كان يقول حدثنا أبو هريرة ويتأول حدث