أبوه الشارح أول ما طعن في السنة المذكورة وبين غيره وهو حجة و الأمام أبو بكر ابن المقري لكونه اعتبر التمييز والفهم سمع أي أفتي بإثبات السماع لابن أربع من السنين ذي ذكر وبضم الذال المعجمة أي حفظ وفهم .
فروى الخطيب في الكفاية قال سمعت التاضي أبا محمد عبد الله بن محمد ابن عبد الرحمن الأصبهاني يقول حفظت القرآن ولي خمس سنين وحملت إلى أبي بكر المقري لأسمع منه ولي أربع سنين فقال بعض الحاضرين لا تسمعوا له فيما قرئ فإنه صغير فقال لي ابن المقري إقرأ سورة الكافرون فقرأتها فقال إقرأ التكوير فقرأتها فقال لي غيره إقرأ والمرسلات فقرأتها ولم أغلط فيها فقال لي ابن المقري إسمعوا له والعهدة علي .
ثم قال سمعت أبا صالح صاحب الحافظ أبي مسعود أحمد بن الفرات يقول سمعت أبا مسعود يقول أتعجب من إنسان يقرأ المرسلات عن ظهر قلب ولا يغلط فيها هذا مع إنه ورد أصبهان ولم تكن كتبه معه فملأ كذا كذا ألف حديث عن ظهر قلبه فلما وصلت الكتب إليه قوبلت بما أملى فلم تختلف إلا في مواضع يسيره .
قال الخطيب ومن أظرف شئ سمعناه في حفظ الصغير ما أنبأنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد بن الوراق أنبأنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي حدثني علي بن الحسن النجار حدثنا الصاغاني حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال رأيت صبيا ابن أربع سنين حمل إلى المأمون قد قرأ القرآن ونظر في الرأي غير أنه إذا جاع يبكي انتهى وفي صحتها نظر .
وأغرب ما ثبت عندي في ذلك أن المحب ابن الهائم حفظ القرآن بتمامه والعمدة وجملة من الكافية الشافية وقد استكمل خمس سنين وكان يذكر له الآية ويسأل عما قبلها فيجيب بدون توقف