كما أشير إليه في بابه .
وفي الصحيح أيضا والنسخ مفعول مقدم سمى الترمذي علة زاد الناظم فإن يرد الترمذي إنه علة في عمل بمعنى إنه لا يعمل بالمنسوخ لا العلة الإصطلاحية فاجنح بالجيم ثم نون مهملة أي مل ( له ) لأن في الصحيحين فضلا عن غيرهما من كتب الصحيح الكثير من المنسوخ بل وصحح الترمذي نفسه من ذلك جملة فتعين لذلك إرادته .
خاتمة هذا النوع من أغمض الأنواع وأدقها ولذا لم يتكلم فيه كما سلف إلا الجهابذة أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب مثل ابن المديني وأحمد والبخاري ويعقوب ابن شيبة وأبي حاتم وأبي زرعة والدارقطني ولخفائه كان بعض الحفاظ يقول معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل وقال ابن مهدي هي إلهام لو قلت للقيم بالعلل من أين لك هذا لم تكن له حجة يعني يعبر بها غالبا وإلا ففي نفسه حجيج للقبول وللرفع .
وسئل أبو زرعة عن الحجة لقوله فقال إن تسألني عن حديث ثم تسأل عنه ابن وارة وأبا حاتم وتسمع جواب كل منا ولا تخبر واحدا منا بجواب الآخر فإن اتفقنا فاعلم حقيقة ما قلنا وإن اختلفنا فاعلم أنا تكلمنا بما رادنا ففعل فاتفقوا فقال السائل أشهد أن هذا العلم إلهام .
وسأل بعض الأجلاء من أهل الرأي أبا حاتم عن أحاديث فقال في بعضها هذا خطأ دخل لصاحبه حديث في حديث وهذا باطل وهذا منكر وهذا صحيح فسأله من أين علمت هذا أخبرك الراوي بأنه غلط او كذب فقل له لا ولكني علمت ذلك فقال له الرجل أتدعي الغيب فقال ما هذا ادعاء غيب قال فما الدليل على قولك فقال أن تسأل غيري من أصحابنا فإن اتفقنا علمت أنا لم نجازف .
فذهب الرجل الى أبي زرعة وسأله عن تلك الأحاديث بعينها فاتفقنا