أخف وهو أن يصف المدلس الشيخ الذي سمع ذاك الحديث منه بما لا يعرف أي يشتهر به من اسم أو كنيته أو نسبه إلى قبيلة أو بلدة أو صنعه أو نحو ذلك كي يوعر معرفة الطريق على السامع ويجوز أن تكون أن وما بعدها في موضع رفع على البيان لقوله التدليس ومن أمثلة ذلك قول أبي بكر بن مجاهد المقري حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله يريد به الحافظ أبا بكر ابن صاحب السنن الحافظ أبي داود .
وقوله أيضا حدثنا محمد بن سند يريد به أبا بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد النقاش نسبة لجد له وذا الفعل ( ب ) اختلاف مقصد بكسر المهملة حامل لفاعله عليه يختلف في الكراهة فشره ما كانت تعطيه للضعف في الراوي كما فعل في محمد السائب الكلبي الضعيف حيث قيل فيه حماد لتضمنه الخيانة والغش والغرور وذلك حرام هنا وفي الذي قبله كما تقدم إجماعا إلا أن يكون ثقة عند فاعله فهو اسهل ان لم يكن قد انفرد هو بتوثيقه مع علمه بتضعيف الناس له ومع ذلك فهت أسهل من الأول أيضا كما أشرت إليه في المرسل ( و ) يكون استصغار لسن الذي حدثه به إما بأن يكون أصغر منه أكبر لكن بيسير أو بكثير لكن تأخرت وفاته حتى شاركه في الأخذ عنه من هو دونه .
وقد روى الحارث بن أبي أسامة عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن أبي الدنيا الحافظ الشهير صاحب التصانيف فلكون الحارث أكبر منه قال فيه مرة عبد الله بن عبيد ومرة عبيد الله بن سفيان ومرة أبو بكر بن سفيان ومرة أبو بكر الأموي قال الخطيب وذلك خلاف موجب العدالة ومقتضى الديانة من التواضع في طلب العلم وترك الحميئة في الإخبار بأخذ العلم عمن أخذه .
قلت وقد يكون للخوف من عدم أخذه عنه وانتشاره مع الاحتياج إليه