سمعت نبيكم A يقول إن الله يرفع بهذا العلم أقواما ويضع به آخرين وذكر الزهري أن هشام بن عبد الملك قال له من يسود أهل مكة فقتل عطاء قال فأهل اليمن قلت طاوس قال فأهل الشام قلت مكحول قال فأهل مصر فقلت يزيد بن أبي حبيب قال فأهل الجزيرة فقلت ميمون بن مهران قال فأهل خراسان قلت الضحاك بن مزاحم قال فأهل البصرة فقلت الحسن بن أبي الحسن قال فأهل الكوفة فقلت إبراهيم النخعي وذكر أنه يقول له عند كل واحد أمن العرب أم من الموالي فبقول من الموالي إلا النخعي فإنه من العرب فقال له ويلك يا زهري فرجت عني يعني لذكره عربيا .
ثم قال والله لتسودن الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها فقلت يا أمير المؤمنين إنما هو أمر الله ودينه فمن حفظه ساد ومن ضيعه سقط .
قال المصنف وهذا من عبد الملك إما فراسة أو بلغه من أهل العلم أو أهل الكتاب قال ابن الصلاح وفيما نرويه عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال لما مات العبادلة صار الفقة في جميع البلدان إلى الموالي إلا المدينة فإن الله نفعها بقرشي فكان فقيها بغير مدافع سعيد بن المسيب ثم قال ابن الصلاح وفي هذا بعض الميل فقد كان حينئذ من العرب غير ابن المسيب فقهاء أئمة مشاهير منهم الشعبي والنخعي بل جميع فقهاء المدينة السبعة الذين منهم ابن المسيب عرب سوى سليمان بن يسار قال البلقيني ويمكن أن يقال إن الشعبي والنخعي لم يكونا حين موت العبادلة في طبقة سعيد وما عداهما فهم بالمدينة .
وسأل بعض الأعراب رجلا من أهل البصرة من سيد هذه البلدة قال الحسن ابن أبي الحسن البصري قال أمولى هو قال نعم قال فبم سادهم فقال بحاجتهم إلى علمه وعدم احتياجه إلى دنياهم فقال الأعرابي هذا