وبعدهم طبقة أخرى كالحميدي والقعنبي وأبي عبيد ويحيى بن يحيى وأبي الوليد الطيالسي .
ثم صنفت الكتب ودونت في الجرح والتعديل والعلل وبين من هو في الثقة والثبت كالسارية ومن هو في الثقة كالشاب الصحيح الجسم ومن هو لين كما توجعه رأسه وهو متماسك يعد من أهل العافية ومن صفته كمحموم ترجح إلى السلامة ومن صفته كمريض بن شعبان من المرض وآخر كمن سقط قواه وأشرف على التلف وهو الذي يسقط حديثه .
وولاة الجرح والتعديل بعد من ذكرنا يحيى بن معين وقد سأله عن الرجال غير واحد من الحفاظ ومن ثم اختلفت آراؤه وعباراته في بعض الرجال .
كما اختلف اجتهاد الفقهاء وصارت لهم الأقوال والوجوه فاجتهدوا في المسائل كما اجتهد ابن معين في الرجال ومن طبقته أحمد بن حنبل سأله جماعة من تلامذته عن الرجال وكلامه فيهم باعتدال وإنصاف وأدب وورع .
وكذا تكلم في الجرح والتعديل أبو عبد الله محمد بن سعد كاتب الواقدي في طبقاته بكلام جيد مقبول وأبو خيثمة زهير بن حرب له كلام كثير رواه عنه ابنه أحمد وغيره وأبو جعفر عبيد الله بن محمد النبيل حافظ الجزيرة الذي قال فيه أبو داود لم أر أحفظ منه وعلي بن المديني وله التصانيف الكثيرة في العلل والرجال ومحمد بن عبد الله بن نمير الذي قال فيه أحمد هو درة العراق وأبو بكر بن أبي شيبة صاحب المسند وكان آية في الحفظ يشبه بأحمد في المعرفة وعبيد الله بن عمر القواريري الذي قال فيه صالح جزرة هو أعلم من رأيت بحديث أهل البصرة وإسحاق بن راهويه إمام خراسان .
وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي الحافظ وله كلام جيد في