بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله على نعم تسلسل اتصالها في كل حين وتواتر ترادف إفاضتها على كل آحاد بلا حصر وتعيين والصلاة والسلام على سيدنا محمد ومولانا خاتم النبيين وسيد المرسلين وقائد الغر المحجلين وعلى آله الأكرمين وصحابته المبجلين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد فهذه نبذة منيفة ومنحة شريفة ضمنتها بيان ما اصطلح عليه أهل الحديث في القديم والحديث جعلتها تذكرة لنفسي ولمن شاء الله من الإخوان بعدي رجاء أن أنتظم في سلك خدمتهم وأن تشملني بركة دعوتهم جمعتها من جموع كتب الفن وأوردت فيها كل مستحسن وسميتها بلغة الأريب في مصلطح آثار الحبيب A وشرف ومجد وعظم .
وقد سهلت فيها الطريق على كل طالب ويسرت في تنسيقها حتى انتهى إليها مناط كل راغب مع اعترافي بأني قصير الباع قصي الإطلاع وإني لست من فرسان هذا الميدان وأن ليس لي في حل عقدته يدان وعلى الله توكلي وبه أستعين في أمور الدنيا والدين وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود .
فاعلم أن الخبر إن وصلت طرقه إلى رتبة تعداد تحيل العادة وقوع الكذب منهم تواطؤا أو اتفاقا بلا قصد مع الاتصاف بذلك في كل طبقة مصاحبا إفادة العلم اليقيني الضروري بصحة النسبة إلى قائل فمتواتر والصحيح فيه عدم التعيين ومن عين فمنشؤه الاستدلال بما جاء فيه ذكر ذلك العدد .
وإلا فآحاد ويوجب العمل به .
فإن كان بواحد فقط فإن وقع التفرد في أي موضع كان فغريب .
وينقسم إلى صحيح وغيره وكذلك غريب إسناد فقط وغريب متن وإسناد معا ولم يوجد إلا إن اشتهر ذلك الواحد ثم روى عنه كثيرون كحديث إنما ( الأعمال بالنيات ) .
وذلك التفرد إن وقع في أصل السند ومداره ففرد مطلق كحديث ( النهي عن بيع الولاء وهبته ) وقد ينفرد به راو عن ذلك المتفرد وقد يستمر في جميع رواته أو أكثرهم .
أو بالنسبة إلى شخص معين وإن كان مشهورا بطريق آخر ففرد نسبي ومعين