علم أن تظافر الرواة على شيء ومتابعة بعضهم لبعض في حديث مما يسنده ويقويه وربما التحق بالحسن وما يحتج به قال وقد أورد الحافظ الفقيه أبو عمرو بن الصلاح كلاما يفهم منه لا يرى هذا الحديث من هذا القبيل مع كونه روي بأسانيد ووجوه - فذكر كلامه هذا - ثم قال وهذا الذي ذكره وجعله هذا الحديث من هذا النوع الذي لا يقويه مجيؤه من طرق - قد لا يوافق على ذلك فقد ذكرنا رواية ابن ماجه وأن رواتها ثقات ورواية الدارقطني وحكم ابن القطان لها بالصحة .
وعلى الجملة فإن توقف تصحيحه عند أحد على ذكر طريق لا علة فيها ولا كلام في أحد من رواتها فقد يتوقف في ذلك لكن اعتبار ذلك صعب ينتقض عليهم في كثير مما استحسنوه وصححوه من هذا الوجه فإن السلامة من الكلام في الناس قليل ولو شرط ذلك لما كان لهم حاجة إلى تعديل الحسن بالتظافر والمتابعة والمجيء من طرق أو وجوه فينقلب النظر وتتناقض العبر ويقع الترتيب أو ( يختلف التصويب ) ( فإن يكن المهدى من باب هدية فهذا وإلا فالهدى ذا فما