وكثير من التصحيف المنقول عن الأكابر الجلة لهم فيه أعذار لم ينقلها ناقلوه ونسأل الله التوفيق والعصمة وهو أعلم انتهى .
قوله وله فيه تصنيف أي الدارقطني وكذلك صنف فيه أبو محمد العسكري كتابه المشهور في ذلك مجلدا كبيرا .
قال ابن كثير وما ينقله كثير من الناس عن عثمان بن أبي شيبة أنه كان يصحف في قراءة القرآن فغريب جدا لأن له كتابا في التفسير وقد نقل عنه أشياء ولا تصدر عن صبيان المكاتب .
وأما ما وقع لبعض المحدثين من ذلك فمنه ما يكاد اللبيب يضحك منه كما حكي عن بعضهم أنه جمع طرق حديث يا أبا عمير ما فعل النغير ثم أملاه في مجلسه على من حضره من الناس فجعل يقول يا أبا عمير ما فعل البعير فافتضح عندهم وأرخوها عنه .
وكذا اتفق لبعض مدرسي النظامية ببغداد أنه أول يوم إجلاسه أورد حديث صلاة في إثر صلاة كتاب في عليين فقال كنار كنار في غلس فلم يفهم الحاضرون ما يقول حتى أخبرهم بعضهم بأنه تصحف عليه من كتاب في عليين .
ثم قال وكان شيخنا الحافظ الكبير الجهبذ أبو الحجاج المزي من أبعد الناس عن هذا بل لم يكن على وجه الأرض مثله فيما نعلم انتهى .
ومن أمثلة تصحيف المعنى ما ذكره الخطابي عن بعض شيوخه في الحديث أنه لما روى حديث النهي عن التحليق يوم الجمعة قبل الصلاة قال ما حلقت رأسي قبل الصلاة منذ أربعين سنة .
فهم منه تحليق الرأس وإنما المراد تحليق الناس حلقا