قال ثم لا ينبغي لطالب الحديث أن يقتصر على سماع الحديث وكتبه دون معرفته وفهمه فيكون قد أتعب نفسه من غير ان يظفر بطائل وبغير أن يحصل في عداد أهل الحديث بل لم يزد على أن صار من المتشبهين المنقوصين المتحلين بما هم منه عاطلون .
أنشدني أبو المظفر بن الحافظ أبي سعد السمعاني لفظا بمدينة مرو قال أنشدنا والدي لفظا او قراءة عليه قال أنشدنا محمد بن ناصر السلامي من لفظه قال أنشدني الأديب الفاضل فارس بن الحسين لنفسه .
( يا طالب العلم الذي ... ذهبت بمدته الروايه ) .
( كن في الرواية ذا العناية ... بالرواية والدرايه ) .
( وارو القليل وراعه ... فالعلم ليس له نهاية ) .
وليقدم العناية بـ الصحيحين ثم بستن أبي داود وسنن النسائي وكتاب الترمذي ضبطا لمشكلها وفهما لخفي معانيها ولا يخدعن عن كتاب السنن الكبير للبيهقي فإنا لا نعلم مثله في بابه ثم بسائر ما تمس حاجة صاحب الحديث إليه من كتب المسانيد كمسند أحمد ومن كتب الجوامع المصنفة في الأحكام المشتملة على المسانيد وغيرها وموطأ مالك هو المقدم منها ومن كتب علل الحديث ومن أجودها كتاب العلل عن أحمد بن حنبل وكتاب العلل عن الدارقطني ومن كتب معرفة الرجال وتواريخ المحدثين ومن أفضلها تاريخ البخاري الكبير وكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ومن كتب الضبط