فهذا لا بأس به وليس يلزم منه أن كتاب مسلم أرجح فيما يرجع إلى نفس الصحيح على كتاب البخاري وإن كان المراد به أن كتاب مسلم أصح صحيحا فهذا مردود على من يقوله انتهى .
اعترض عليه من وجوه .
أحدها أن مالكا متقدم بالتصنيف على البخاري .
وجوابه أن مالكا وإن تقدم إلا أنه ما أفرد الصحيح والبخاري أفرده فإن في كتاب مالك المرسل والمنقطع والبلاغات حتى قال ابن عبد البر في التمهيد عقب قول مالك بلغني أن رسول الله - كان يقول إذا نشأت بحرية يعني السحاب ثم تشاءمت فتلك عين غديقة .
ثم قال كل بلاغات مالك في موطأه مسندة إلا أربعة أحاديث فإنها لم توجد في شيء من كتب العلماء إلا في الموطأ أو من نلقها منه كالشافعي في كتاب الاستسقاء عن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله أن النبي - قال إذا نشأت بحرية ثم أستحالت شامية فهو أمطر لها الحديث .
الثاني قوله - إني أنسى أو أنسى لأسن .
الثالث قول معاذ آخر ما أوصاني به رسول الله - حين وضعت رجلي في الغرز أن حسن خلقك للناس يا معاذ بن جبل .
الرابع أنه - رأى أعمار الناس أو ما شاء الله منها فكأنه تقاصر أعمار أمته فأعطاه الله ليلة القدر .
هكذا قال ابن عبد البر