بمن لا يحسن قراءة صحيفته ولا يقوم بشيء من شرائط الرواية ولا يفرق بين السماع والاجازة ولا يميز بين المسند والمرسل والمقطوع والمتصل ولا يحفظ اسم شيخه الذي حدثه حتى يستثبته من غيره ويكتبون عن الفاسق في فعله المذموم في مذهبه وعن المبتدع في دينه المقطوع على فساد اعتقاده ويرون ذلك جائزا والعمل بروايته واجبا إذا كان السماع ثابتا والإسناد متقدما عاليا فجر هذا الفعل منهم الوقيعة في سلف العلماء وسهل طريق الطعن عليهم لأهل البدع والاهواء حتى ذم الحديث واهله بعض من ارتسم بالفتوى في الدين ورأى عند اعجابه بنفسه انه أحد الأئمة المجتهدين بصدوفه عن الآثار الى الرأي المرذول وتحكمه في الدين برأيه المعلول وذلك منه غاية الجهل ونهاية التقصير عن مرتبة الفضل ينتسب الى قوم تهيبوا كد الطلب ومعاناة ما فيه من المشقة والنصب وأعيتهم الأحاديث ان يحفظوها واختلفت عليهم الأسانيد فلم يضبطوها فجانبوا ما استثقلوا وعادوا ما جهلوا وآثروا الدعة واستلذوا الراحة ثم تصدروا في المجالس قبل الحين الذي يستحقونه وأخذوا أنفسهم بالطعن على العلم الذي لا يحسنونه ان تعاطى أحدهم رواية حديث فمن صحف ابتاعها كفى مؤونة جمعها من غير سماع لها ولا معرفة بحال ناقلها وان حفظ شيئا منها خلط الغث بالسمين وألحق الصحيح بالسقيم وان قلب عليه إسناد خبر أو سئل عن علة تتعلق بأثر تحير واختلط وغيث بلحيته وامتخط تورية عن مستور جهالته فهو كالحمار في طاحونته ثم رأى ممن يحفظ الحديث ويعانيه ما ليس في وسعه الجريان فيه فلجأ الى الازدراء بفرسانه واعتصم بالطعن على الراكضين في ميدانه كما أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي أنا احمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال حدثنا أبو العباس احمد بن على الابار قال رأيت بالأهواز رجلا