لم ينصرف الشيء في معنى فلا بأس ان يصلح أو كما قال قلت إذا كان اللحن يحيل المعنى فلا بد من تغييره وكثير من الرواة يحرفون الكلام عن وجهه ويزيلون الخطاب عن موضعه وليس يلزم من اخذ عمن هذه سبيله ان يحكى لفظه إذا عرف وجه الصواب بخلافه إذا كان الحديث معروفا ولفظ العرب به ظاهرا معلوما ألا ترى ان المحدث لو قال لا يؤم المسافر المقيم فنصب المسافر ورفع المقيم كان قد أحال المعنى فلا يلزم اتباع لفظه وقد حدثني على بن احمد المؤدب قال ثنا احمد بن إسحاق النهاوندى قال انا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال كنا عند عبد الله بن احمد بن موسى عبدان يوما وهو يحدثنا وأبو العباس بن سريج حاضر فقال عبدان من دعى فلم يجب فقد عصى الله ورسوله ففتح الياء من قوله يجب فقال له بن سريج ان رأيت ان تقول يجب بضم الياء فأبى عبدان ان يقول وعجب من صواب بن سريج كما عجب بن سريج من خطائه .
( باب ذكر الحكاية عمن قال يجب أداء حديث رسول الله A على لفظه ويجوز رواية غيره على المعنى ) .
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن احمد الحافظ قال ثنا القاسم بن أبى صالح قال سمعت أبا حاتم يعنى الرازي يقول سمعت سعيد بن عفير يقول قال مالك بن أنس كل حديث للنبي A يؤدى على لفظه وعلى ما روى وما كان عن غيره فلا بأس إذا أصاب المعنى أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبيد الله بن محمد العكبري قال ثنا حمزة بن