في النواهي وبهذا دلت المعجزة على وجوب قبولها منه والمعجزة تدل على الصدق والسر فيه أنه عليه السلام ليس آمرا على الاستقلال وإنما الآمر حقا الله تعالى وموضع صيغ الأمر من المصطفى A في حكم الأخبار عن أمر الله فهذا وجه تسمية جميع المنقول خبرا .
490 - والوجه الثاني أنها سميت أخبارا لنقل النقلة المتوسطين وهم مخبرون عمن روى لهم والذين عاصروا رسول الله A كانوا لا يقولون إذا بلغهم أمر أخبرنا رسول الله A بل يقولون أمر رسول الله A فالمنقول إذا استجد اسم الخبر في المرتبة الثالثة إلى حيث انتهى .
ثم أول ما نبتديه القول في تقاسيم الأخبار إلى المتواتر والمنقول آحادا وإذا تم غرض القمسين نجز بنجازه معظم مقصود الكتاب .
فلتقع البداية بالخبر المتواتر .
القول في الخبر المتواتر .
491 - الذي يقتضيه الترتيب أن نصدر الخبر بذكر شرائطه ونصف الخبر المتواتر ثم نذكر قول الناس فيه وفي إفضائه إلى العلم .
فنقول ذكر الأصوليون شرائط الخبر المتواتر .
منها أن يخبر المخبرون عما علموه ضرورة فإذ ذاك يتضمن العلم ويقتضيه فأما إذا أخبروا عما علموه نظرا فنفس خبرهم لا يقتضي علما وإن أخبر