ومن هذا الباب قول الرجل المحرق لبنيه اذا أنا مت فأحرقوني ثم أذروا رمادي في اليم فلعلي أضل الله فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا ألا ترى أنه أخرج ما قد تحقق انه لا يكون مخرج ما يرجى أن يكون تعللا بذلك واستراحة اليه كما فعل امرؤ القيس حين اشتد به البلاء في قوله لعل منايانا تحولن أبؤسا وهو لا يشك في أن هذا الذي رجاه ممتنع ومن أبين ما في ذلك قول الآخر ... أخادع نفسي بالأماني تعللا ... على العلم مني أنها ليس تنفع ... .
واما قوله فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا فمعناه فوالله لئن ضيق 13أ الله علي طرق الخلاص ليعذبني وليس يشك في قدرة الله تعالى ولو شك في قدرة الله لكان كافرا وانما هو