بجرم ذلك الغير واحد من العقلاء لم يخطر بباله رضا الملائكة والمسيح بعبادة من عبدهم و { ما } مثل هذا الدليل العقلي فلا نسلم عدم مقارنته للآية .
وأما نزول قوله تعالى { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } ( 21 ) الأنبياء 101 ) الآية فإنما ورد تأكيدا بضم الدليل الشرعي إلى الدليل العقلي مع الاستغناء عن أصله أما أن يكون هو المستقل بالبيان فلا .
الحجة السادسة قول الملائكة لإبراهيم { إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين } ( 29 ) العنكبوت 31 ) ولم يبينوا إخراج لوط ومن معه من المؤمنين عن الهلاك بقولهم { نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله } ( 29 ) العنكبوت 32 ) إلا بعد سؤال إبراهيم وقوله { إن فيها لوطا } ( 29 ) العنكبوت 32 ) .
ولقائل أن يقول لا نسلم تأخر البيان عن هذه الآية بل هو مقترن بها .
ودليله قول الملائكة في تعليل الهلاك إن أهلها كانوا ظالمين وذلك لا يدخل فيها إلا من كان ظالما كيف وإنه لم يتخلل بين قول الملائكة غير سؤال إبراهيم وهو قوله { إن فيها لوطا } ( 29 ) العنكبوت 32 ) وما مثل هذا لا يعد تأخيرا للبيان فإن مثل ذلك قد يجري إما بسبب انقطاع نفسه أو سعال فيما بين البيان والمبين ولا يعد ذلك من المبين تأخيرا .
ومبادرة إبراهيم إلى السؤال ومنعهم من اقتران البيان بالمبين نازل منزلة انقطاع النفس والسعال حتى أنه لو لم يبادر بالسؤال لبادروا بالبيان .
الحجة السابعة أن النبي A أنفذ معاذا إلى اليمن ليعلمهم الزكاة وغيرها فسألوه عن الوقص فقال ما سمعت فيه شيئا من رسول الله A حتى أرجع إليه فاسأله وذلك دليل على أن بيانه لم يتقدم .
ولقائل أن يقول كون معاذ لم يسمع البيان ولم يعرفه لا يدل على عدم مقارنة البيان للمبين .
كيف ويمكن أن يقال الأصل عدم وجوب الزكاة في