تناقض ضرورة أنه مثل لمثله فالمثل في الآية زائد والمراد من قولهم مثلك لا يقول هذا المشارك له في صفاته .
وقولهم المراد من القرية الناس المجتمعون ليس كذلك لأن القرية هي المحل الذي يقع فيه الاجتماع لا نفس الاجتماع .
ومن ذلك سمي الزمان الذي فيه يجتمع دم الحيض قرأ .
وكذلك يقال القاري لجامع القرآن والمقري لجامع الأضياف .
قولهم إن العير هي القافلة المجتمعة من الناس .
قلنا من الناس والبهائم لا نفس الناس فقط ولهذا لا يقال لمجتمع الناس من غير أن يكون معهم بهائم قافلة .
قولهم لو سأل لوقع الجواب .
قلنا جواب الجدران والبهائم ثم غير واقع على وفق الاختيار في عموم الأوقات بل إن وقع فإنما يقع بتقدير تحدي النبي عليه السلام به .
ولم يكن كذلك فيما نحن فيه .
فلا يمكن الاعتماد عليه .
ثم وإن أمكن تخيل ما قالوه مع بعده فبماذا يعتذر عن قوله تعالى { تجري من تحتها الأنهار } ( 2 ) البقرة 25 ) والأنهار غير جارية وعن قوله تعالى { واشتعل الرأس شيبا } ( 19 ) مريم 4 ) وهو غير مشتعل وعن قوله تعالى { واخفض لهما جناح الذل } ( 17 ) الإسراء 24 ) والذل لا جناح له وقوله تعالى { الحج أشهر معلومات } ( 2 ) البقرة 197 ) والأشهر ليست هي الحج وإنما هي طرف لأفعال الحج وقوله تعالى { لهدمت صوامع وبيع وصلوات } ( 22 ) الحج 40 ) والصلوات لا تهدم وقوله { أو جاء أحد منكم من الغائط } ( 4 ) النساء 43 ) وقوله { الله نور السموات والأرض } ( 24 ) النور 35 ) وقوله { فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم }