احتج المثبتون بقوله تعالى { ليس كمثله شيء } ( 42 ) الشورى 11 ) وبقوله تعالى { واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها } ( 12 ) يوسف 82 ) وبقوله تعالى { جدارا يريد أن ينقض } ( 18 ) الكهف 77 ) .
والأول من باب التجوز بالزيادة .
ولهذا لو حذفت الكاف بقي الكلام مستقلا .
والثاني من باب النقصان فإن المراد به أهل القرية لاستحالة سؤال القرية والعير وهي البهائم .
والثالث من باب الاستعارة لتعذر الإرادة من الجدار وإذا امتنع حمل هذه الألفاظ على ظواهرها في اللغة فما تكون محمولة عليه هو المجاز .
فإن قيل لا نسلم التجوز فيما ذكرتموه من الألفاظ أما قوله تعالى { ليس كمثله شيء } ( 42 ) الشورى 11 ) فهو حقيقة في نفي التشبيه إذ الكاف للتشبيه .
وأما قوله تعالى { واسأل القرية } ( 12 ) يوسف 82 ) فالمراد به مجتمع الناس فإن القرية مأخوذة من الجمع ومنه يقال قرأت الماء في الحوض أي جمعته .
وقرأت الناقة لبنها في ضرعها أي جمعته .
ويقال لمن صار معروفا بالضيافة مقري ويقري لاجتماع الأضياف عنده .
وسمي القرآن قرآنا لذلك أيضا لاشتماله على مجموع السور والآيات .
وأما العير فهي القافلة ومن فيها