وإن كانت تامة وهي التي تكون بمعنى الوقوع والحدوث ويكتفى فيها باسم واحد لا خبر فيه كما في قوله تعالى { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } ( 2 ) البقرة 280 ) معناه حضر أو وقع ذو عسرة وكقول الشاعر إذا كان الشتاء فأدفئوني فإن الشيخ يهدمه الشتاء فيكون معنى قوله { كنتم خير أمة } ( 3 ) آل عمران 110 ) أي وجدتم ويكون قوله خير أمة نصبا على الحال فيكون ذلك دليلا على اتصافهم بذلك في الحال لا في الماضي .
وإن كانت زمانية وهي الناقصة التي تحتاج إلى اسم وخبر فكان وإن دلت على الماضي فقوله { تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } ( 3 ) آل عمران 110 ) يقتضي كونهم كذلك في كل حال لورود ذلك في معرض التعظيم لهذه الأمة على ما سبق تقريره في جواب السؤال الذي قبله .
وعن الثالث أن قوله { تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } ( 3 ) آل عمران 110 ) فعل مضارع صالح للحال والاستقبال .
ويجب أن يكون حقيقة فيهما على العموم نفيا للتجوز والاشتراك عن اللفظ .
وعن الرابع إنه إذا سلم كون الآية حجة في إجماع الصحابة فهو كاف إذ هو من جملة صور النزاع .
وعن الخامس إن الخطاب إذا كان مع الأمة كان ذلك حجة في ما وجد من أمرهم ونهيهم جملة وذلك هو المطلوب وإن لم يكن ذلك حجة في الأفراد .
الآية الرابعة قوله تعالى { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا }