ومنها الدعاء في التشهد الأخير بعد الصلاة على النبي A وفيه تفصيل في المذاهب .
( الحنفية قالوا : يسن أن يدعو بما يشبه ألفاظ القرآن كأن يقول : " ربنا لا تزغ قلوبنا " أو بما يشبه ألفاظ السنة كأن يقول : " اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةمن عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " ولا يجوز له أن يدعو بما يشبه كلام الناس كأن يقول : اللهم زوجني فلانة أو أعطني كذا من الذهب والفضة والمناصب لأنه يبطلها قبل القعود بقدر التشهد ويفوت الواجب بعده قبل السلام .
المالكية قالوا : يندب الدعاء في الجلوس الأخير بعد الصلاة على النبي A وله أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة والأفضل الوارد ومنه : اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولأئمتنا ولمن سبقنا بالإيمان مغفرة عزما اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلمنا وما أنت أعلم به منا ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
الشافعية قالوا : يسن الدعاء بعد الصلاة على النبي A وقبل السلام بخيري الدين والدنيا ولا يجوز أن يدعو بشيء محرم أو مستحيل أو معلق فإن دعا بشيء من ذلك بطلت صلاته والأفضل أن يدعو بالمأثور عن النبي A كأن يقول : " اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت " رواه مسلم ويسن أن لا يزيد الإمام في دعائه عن قدر التشهد والصلاة على النبي A .
الحنابلة قالوا : يسن للمصلي بعد الصلاة على النبي A في التشهد الأخير أن يقول : " أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال " وله أن يدعو بما ورد أو بأمر الآخرة ولو لم يشبه ما ورد وله أن يدعو لشخص معين بغير كاف الخطاب وتبطل الصلاة بالدعاء بكاف الخطاب كأن يقول : اللهم أدخلك الجنة يا والدي . أما لو قال : اللهم أدخله الجنة فلا بأس به وليس له أن يدعو بما يقصد منه ملاذ الدنيا وشهواتها كأن يقول : اللهم الرزقني جارية حسناء أو طعاما لذيذا ونحوه فإن فعل ذلك بطلت صلاته ولا بأس بإطالة الدعاء ما لم يشق على مأموم )