التشميت بالشين والسين معناه الدعاء بالخير والبركة وهوأن يقال للعاطس " يرحمك الله " ولا يخفى ما في ذلك من الحكم الإسلامية الجليلة لأن الغرض من ذلك إنما هوإعلان المودة بين الناس وتثبيت علائق الألفة والإخاء وإظهار حرض كل واحد على إيصال الخير لأخيه وتجنب العداوة والبغضاء والحقد والحسد إلى غير ذلك من المكارم التي يحث عليها الإسلام في عظائم الأمور وصغائرها .
أما حكم تشميت العاطس فهوأنه فرض كفاية ( الشافعية - قالوا : تشميت العاطس سنة ) كرد السلام وإنما يفترض بشروط ثلاثة : الشرط الأول : أن يقول العاطس الحمد لله أو الحمد لله رب العالمين . أو الحمد لله على كل حال فإذا لم يقل ذلك فإنه لا يستحق التشميت ويندب للعاطس أن يحمد الله . الشرط الثاني : أن يسمعه يحمد الله فإذا لم يسمعه فإنه لا يجب عليه تشميته . وكما يجب على السامع أن يشمت العاطس فإنه يجب على العاطس أن يرد بقوله : " يغفر الله لي ولكم " أو بقوله : " يهديكم الله ويصلح بالكم " . وإذا تكرر العطاس فإنه يشمت في الأولى والثانية والثالثة وما زاد على ذلك فلا يجب فيه التشميت . وحكم المرأة في العطاس كحكمها في السلام فإن كانت أجنبية أو شابة تشتهى فلا تشمت كما لا يرد سلامها . وإن كانت عجوزا أو شابة فلا تشتهى فإنها تشمت أما النساء المحارم فإنهن يشمتن كالرجال وكذا يشمت بعضهن بعضا