وأما قوله ولا يظهرون الصلبان في أعيادهم إلا في البيع فقد تقدم في العهد العمري أنهم لا يظهرون صليبا ولا شيئا من كتبهم في طريق المسلمين ولا منع من إظهار ذلك كنائسهم حيث لم يحضرهم أحد من المسلمين .
وأما قوله ولا يركبون الخيل فوجهه أنه يخالف الصغار وفي العهد العمري أنهم لا يركبون سراجا ولا يتقلدون سيفا ولا يتخذون شيئا من السلاح .
وأما قوله ولا يرفعون دورهم على دور المسلمين فوجهه أيضا أن ذلك يخالف الصغار .
واما قوله ويبيعون رقا مسلما شروه فوجهه أيضا أن ثبوت ملكهم للعبد المسلم يخالف الصغار أيضا لأنه واحد من المسلمين وللمالك على ملكه من العزة والعلو ما هو عكس معنى الصغار وأيضا هو من سبيل على المؤمنين وقد قال D ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا .
وأما قوله ويعتق بإدخالهم إياه دار الحرب قهرا فوجهه ما تقدم من أن دار الحرب دار إباحة يملك كل فيها ما تثبت يده عليه فإذا ثبتت يده على نفسه صار حرا ووجه التقييد بقوله قهرا أنه إذا دخلها راضيا مختارا كان ذلك قادحا في إسلامه مبطلا لحرمته .
فصل .
وينتقض عهدهم بالنكث من جميعهم أو بعضهم إن لم يبايتهم الباقون قولا وفعلا وعهد من امتنع من الجزية إن تعذر إكراهه قيل أو نكح مسلمة أو زنا بها أو قتل