- حديث زيد بن أسلم هو مرسل وله شاهد عند عبد الرزاق عن معمر بن يحيى ابن أبي كثير نحوه وآخر عند عند ابن وهب عن طريق كريب مولى ابن عباس فهذه الراسيل الثلاثة يشد بعضها بعضا . وحديث أبي أمامة أخرجه أيضا الشافعي والبيهقي وقال هذا هو المحفوظ عن أبي أمامة مرسلا . ورواه الدارقطني عن فليح عن أبي سالم عن سهل بن سعد .
وقال وهم فليح والصواب عن أبي حازم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه ورواه الطبراني من حديث أبي أمامة بن سهل عن أبي سعيد الخدري وقال إن كانت الطرق كلها محفوظة فيكون أبو أمامة قد حمله عن جماعة من الصحابة وارسله أخري . ورواه أبو داود من حديث الزهري عن أبي أمامة عن رجل من الأنصار ولفظه " أنه اشتكى رجل منهم حتى أضني فعاد جلدة على عظم فدخلت عليه جارية لبعضهم فهش لها فوقع عليها فلما دخل عليه رجال قومه يعودونه أخبرهم بذلك وقال استفتوا لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإني وقعت على جارية دخلت علي فذكروا ذلك ارسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا ما رأينا بالحد من الناس من الضر مثل الذي هو به لو حملناه إليك لتفسخت عظامه ما هو إلا جلد على عظم فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأخذوا له مائة شمراخ فيضربوه به ضربة واحدة " وأخرجه النسائي من حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيفة عن أبيه باللفظ الذي ذكره أبو داةد وفي إسناده عبد الأعلى بن ثابت الثعلبي قال المنذري لا يحتج به وهو كوفي وقال في التقريب صدوق يهم من السادسة .
وقال الحافظ في بلوغ المرام أن إسناد هذا الحديث حسن ولكنه اختلف في وصله وإرساله .
قوله : " لم تقطع ثمرته " أي عذبته وهي طرفة .
قوله : " وركب به " بضم الراء وكسر الكاف على صغة المجهول أي ركب به الراكب على الدابة وضربها به حتى لان .
قوله : " رويجل " تصغير رجل للتحقير .
قوله : " مخدج " بضم الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة بعدها جيم وهو السقيم الناقص الخلق .
وفي رواية مقعد .
قوله : " يخبث بها " بفتح أوله وسكون الخاء المعجمة وضم الموحدة وآخره مثلثة أي بزنى بها .
قوله : " عثكالا " بكسر المهملة وسكون المثلثة قال في القاموس كقرطاس العذق والشمراخ ويقال عثكولة بضم العين انتهى . وجاء في رواية اثكال وفي أخرى أثكول وهما لغتان في العثكال وهو الذي يكون فيه البسر . والشمراخ بكسر الشين المعجمة وسكن الميم وآخره خاء معجمة وهو غصن دقيق .
وقال في القاموس الشمراخ بالكسر العثكال عليه بسر أو عنب كالشمروخ انتهى . والمراد ههنا بالعثكال العنقود من النخل الذي يكون فيه أغصان كثيرة وكل واحد من هذه الأغصان يسمى شمراخا . وحديث زيد بن أسلم فيه دليل على أنه ينبغي أن يكون السوط الذي يجلد به الزاني متوسط بين الجديد والعتيق وهكذا إذا كان الجلد بعود ينبغي أن يكون متوسطا بين الكبير والصغير فلا يكون من الخشب التي تكسر العظام وتجرح اللحم ولا من الأعواد الرقيقة التي لا تؤثر في الألم وينبغي أن يكون متوسطا بين الجديد والعتيق .
وقال في البحر وقدر عرضه بإصبع وطوله بذراع . وحديث أبي أمامة فيه دليل على أن المريض إذا لم يحتمل الحدضرب بعثكول أو ما يشابهه مما يحتمله ويشترط أن تباشره جميع الشماريخ .
وقيل ثيكفي الاعتماد وهذا العمل من الحيل الجائزة شرعا وقد جوز الله مثله في قوله { وخذ بيدك دغثا } الآية