- قوله في حديث أنس الأول ( واكرب أبتاه ) قال في الفتح في هذا نظر وقد رواه مبارك بن فضالة عن ثابت بلفظ ( واكرباه ) قوله ( أطابت أنفسكم ) قال في الفتح ولسا حال أنس لم تطب أنفسنا لكن قهرناها امتثالا لأمره . وقد قال أبو سعيد ما نفضنا أيدينا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا . مثله عن أنس يريد ان تغيرت عما عهدنا من الألفة والصفاء والرقة لفقدان ما كان يمدهم به من التعليم . ويؤخذ من قوله فاطمة الخ جواز ذكر الميت بما هو متصف به إن كان معلوما قال الكرماني وليس هذا من نوح الجاهلية من الكذب ورفع الصوت وغيره إنما هو ندبة مباحة انتهى . وعلى فرض صدق اسم النوح الشارع مثل هذا فليس في فعل فاطمة وأبي بكر دليل على جواز ذلك لأن الصحابي لا يصلح للحجية كما تقرر في الأصول . ويحمل ما وقع منهما على أنهما لم يبلغهما أحاديث النهي عن ذلك الفعل ولم ينقل أن ذلك وقع منهما بمحضر جميع الصحابة حتى يكون كالإجماع منهم على الجواز لسكوتهم عن الأنكار والأصل أيضا عدم ذلك