- لم يخرجه مسلم بهذا اللفظ بل بلفظ : ( من عرض عليه ريحان فلا يرده ) وهكذا أخرجه الترمذي بلفظ : ( إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة ) وقال : هذا حديث حسن غريب وأخرجه من طريق حنان قال : ولا يعرف لحنان غير هذا الحديث انتهى .
وهو أيضا مرسل لأنه رواه حنان عن أبي عثمان النهدي وأبو عثمان وإن أدرك زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه لم يره ولم يسمع منه .
وحديث الباب صححه ابن حبان وقد أخرج الترمذي عن ثمامة بن عبد الله قال : كان أنس لا يرد الطيب . وقال أنس : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يرد الطيب قال : وهذا حديث حسن صحيح .
وفي الباب عن أنس أيضا من وجه آخر عند البزار بلفظ : ( ما عرض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم طيب قط فرده ) . قال الحافظ في الفتح : وسنده حسن وعن ابن عباس عند الطبراني بلفظ : ( من عرض عليه طيب فليصب منه ) وقد بوب البخاري لهذا فقال : باب من لم يرد الطيب وأورد فيه بلفظ : كان لا يرد الطيب .
والحديث يدل على أن رد الطيب خلاف السنة ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم [ ص 159 ] أعقب النهي بعلة تفيد انتفاء موجبات الرد لأنه باعتبار ذاته خفيف لا يثقل حامله وباعتبار عرضه طيب لا يتأذى به من يعرض عليه فلم يبق حامل على الرد فإن كل ما كان بهذه الصفة محبب إلى كل قلب مطلوب لكل نفس .
قوله ( المحمل ) قال القرطبي : هو بفتح الميمين ويعني به الحمل