- الحديث قال في الفتح : وإسناده حسن وله شاهد من حديث عائشة في الغيلانيات وإسناده حسن أيضا وسكت عنه أبو داود والمنذري وقد صرح أبو داود أيضا أنه لا يسكت إلا عما هو صالح للاحتجاج ورجال إسناده أئمة ثقات . وفيه دلالة على استحباب إكرام الشعر بالدهن والتسريح وإعفائه عن الحلق لأنه يخالف الإكرام إلا أن يطول كما ثبت عند أبي داود والنسائي وابن ماجه من حديث وائل بن حجر قال : ( أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولي شعر طويل فلما رآني قال : ذباب ذباب قال : فرجعت فجززته ثم أتيته من الغد فقال : إني لم أعنك ) ( 1 ) وهذا أحسن . وفي إسناده عاصم بن كليب [ ص 152 ] الحرمي وقد احتج به مسلم في صحيحه وقال الإمام أحمد : لا بأس بحديثه وقال أبو حاتم الرازي : صالح وقال علي بن المديني : لا يحتج به إذا انفرد .
وأخرج مالك عن عطاء بن يسار وقال : ( أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثائر الرأس واللحية فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كأنه يأمره بإصلاح شعره ولحيته ففعل ثم رجع فقال صلى الله عليه وآله وسلم أليس هذا خير من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان ) والثائر الشعث بعيد العهد بالدهن والترجيل .
_________ .
( 1 ) قوله ذباب . قال صاحب النهاية : الذباب الشؤم أي هذا شؤم . وقيل الذباب الشر الدائم . وقوله لم أعنك أي لم أردك بالكلام وإنما أردت غيرك والله أعلم