- حديث عائشة أخرجه أيضا مسلم بلفظ : ( قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ) وأخرج أيضا عنها أنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما كان ليلتها منه يخرج إلى البقيع من آخر الليل فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) .
قوله : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ) دار قوم منصوب على النداء أي يا أهل فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وقيل منصوب على الاختصاص قال صاحب المطالع : ويجوز جره على البدل من الضمير [ ص 167 ] في عليكم . قال الخطابي : إن اسم الدار يقع على المقابر قال : وهو صحيح فإن الدار في اللغة تقع على الربع المسكون وعلى الخراب غير المأهول .
قوله : ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) التقييد بالمشيئة على سبيل التبرك وامتثال قول الله تعالى { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا إن يشاء الله } وقيل المشيئة عائدة إلى الكون معهم في تلك التربة وقيل غير ذلك .
( والأحاديث ) فيها دليل على استحباب التسليم على أهل القبور والدعاء لهم بالعافية . قال الخطابي وغيره : إن السلام على الأموات والأحياء سواء في تقديم السلام على عليكم بخلاف ما كانت الجاهلية عليه كقولهم .
عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما