- الحديث الأول في إسناده عطاء الخراساني ولم يدرك المغيرة بن شعبة كذا قال أبو داود . قال المنذري : وما قاله ظاهر فإن عطاء الخراساني ولد في السنة التي مات فيها المغيرة ابن شعبة وهي سنة خمسين من الهجرة على المشهور . قال الخطيب : أجمع العلماء على ذلك وقيل ولد قبل وفاته بسنة .
والحديث الثاني في إسناده إبراهيم بن إسماعيل قال أبو حاتم الرازي : هو مجهول .
قوله : ( حتى يتنحى ) لفظ أبي داود : ( حتى يتحول ) .
قوله : ( أيعجز ) بكسر الجيم .
قوله : ( يعني السبحة ) أي التطوع .
( والحديثان ) يدلان على مشروعية انتقال المصلي عن مصلاه الذي صلى فيه لكل صلاة يفتتحها من أفراد النوافل أما [ ص 242 ] الإمام فبنص الحديث الأول وبعموم الثاني . وأما المؤتم والمنفرد فبعموم الحديث الثاني وبالقياس على الإمام . والعلة في ذلك تكثير مواضع العبادة كما قال البخاري والبغوي لأن مواضع السجود تشهد له كما في قوله تعالى { يومئذ تحدث أخبارها } أي تخبر بما عمل عليها وورد في تفسير قوله تعالى { فما بكت عليهم السماء والأرض } أن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء ( 1 ) وهذه العلة تقتضي أيضا أن ينتقل إلى الفرض من موضع نفله وأن ينتقل لكل صلاة يفتتحها من أفراد النوافل فإن لم ينتقل فينبغي أن يفصل بالكلام لحديث النهي : ( عن أن توصل صلاة بصلاة حتى يتكلم المصلي أو يخرج ) أخرجه مسلم وأبو داود .
_________ .
( 1 ) الحديث أخرجه ابن المبارك وعبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر من طريق المسيب بن رافع عن علي Bه قال : ( إن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء ثم تلا { فما بكت عليهم السماء والأرض } والله أعلم