- الحديث قد تقدم نحوه عن عائشة عند البخاري في باب انتقال المنفرد إماما في النوافل . وفيه تصريح بأنه كان بينه وبينهم جدار الحجرة وقد تقدم نحو الحديث أيضا عنها في باب صلاة التراويح وفيه أنها قالت : ( فأمرني رسول الله A أن أنصب له حصيرا على باب حجرتي ) وقوله : ( اكلفوا من الأعمال ) إلى آخر الحديث هو عند الأئمة الستة من حديثها بلفظ : ( خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ) والملال الاستثقال من الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته وهو محال على الله تعالى فإطلاقه عليه من باب المشاكلة نحو { وجزاء سيئة سيئة مثلها } وهذا أحسن محامله .
وفي بعض طرقه عن عائشة : ( فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل ) أخرجه ابن جرير في تفسيره . وقيل معناه أن الله لا يمل أبدا مللتم أم لم تملوا مثل قولهم حتى يشيب الغراب . وقيل إن معناه أن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله .
( والحديث ) يدل على أن الحائل بين الإمام والمؤتمين غير مانع من صحة [ ص 240 ] الصلاة . قال في البحر : ولا يضر بعد المؤتم في المسجد ولا الحائل ولو فوق القامة مهما علم حال الإمام إجماعا اه . وكذلك لا يضر الحائل في غير المسجد ولو فوق القامة إلا أن يمنع من ذلك مانع