- قوله : ( فلما أردنا الإقفال ) هو مصدر أقفل أي رجع . وفي رواية للبخاري أن مالك بن الحويرث قال : ( قدمنا على النبي A ونحن شببة فلبثنا عنده نحوا من عشرين ليلة وكان النبي A رحيما فقال : لو رجعتم إلى بلادكم فعلمتموهم ) .
قوله : ( وليؤمكما أكبركما ) فيه متمسك لمن قال بوجوب الجماعة وقد ذكرنا فيما تقدم ما يدل على صرفه إلى الندب وظاهره أن المراد كبر السن . ومنهم من جوز أن يكون مراده بالكبر ما هو أعم من السن والقدر وهو مقيد بالاستواء في القراءة [ ص 195 ] والفقه كما في الروايتين الأخريين . وقد زعم بعضهم أنه معارض لقوله ( يؤم القوم أقرؤهم ) ثم جمع بأن قصة مالك بن الحويرث واقعة عين غير قابلة للعموم بخلاف قوله A : ( يؤم القوم أقرؤهم ) والتنصيص على تقاربهم في القراءة والعلم يرد عليه .
قوله : ( وكنا يومئذ متقاربين في العلم ) قال في الفتح : أظن في هذه الرواية إدراجا فإن ابن خزيمة رواه من طريق إسماعيل بن علية عن خالد قال : قلت لأبي قلابة فأين القراءة قال : فإنهما كانا متقاربين ثم ذكر ما يدل على عدم الإدراج