- قوله : ( من ربه ) أي من رحمة ربه وفضله .
قوله : ( وهو ساجد ) الواو للحال أي أقرب حالاته من الرحمة حال كونه ساجدا وإنما كان في السجود أقرب من سائر أحوال الصلاة وغيرها لأن العبد بقدر ما يبعد عن نفسه يقرب من ربه والسجود [ ص 91 ] غاية التواضع وترك التكبر وكسر النفس لأنها لا تأمر الرجل بالمذلة ولا ترضى بها ولا بالتواضع بل بخلاف ذلك فإذا سجد فقد خالف نفسه وبعد عنها فإذا بعد عنها قرب من ربه .
قوله : ( فأكثروا الدعاء ) أي في السجود لأنه حالة قرب كما تقدم وحالة القرب مقبول دعاؤها لأن السيد يحب عبده الذي يطيعه ويتواضع له ويقبل منه ما يقوله وما يسأله .
( والحديث ) يدل على مشروعية الاستكثار من السجود ومن الدعاء فيه . وفيه دليل لمن قال السجود أفضل من القيام وسيأتي ذكر الخلاف في ذلك