من هو المفارق للجماعة ؟ .
و هؤلاء الثلاثة مباحو الدم بالنص و قوله عليه السلام [ يشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله ] كالتفسير لقوله [ مسلم ] و كذلك [ المفارق للجماعة ] كالتفسير لقوله [ التارك لدينه ] و المراد بالجماعة جماعة المسلمين و إنما فراقهم بالردة عن الدين وهو سبب لإباحة دمه بالإجماع في حق الرجل و اختلف الفقهاء في المرأة هل تقتل بالردة أم لا ؟ و مذهب أبي حنيفة لا تقتل و مذهب غيره تقتل .
و قد يؤخذ من قوله [ المفارق للجماعة ] بمعنى المخالف لأهل الإجماع فيكون متمسكا لمن يقول : مخالف الإجماع كافر وقد نسب ذلك لبعض الناس و ليس ذلك بالهين و قد قدمنا الطريق في التفكير فالمسائل الإجماعية تارة يصحبها التواتر بالنقل عن صاحب الشرع كوجوب الصلاة مثلا و تارة لا يصحبها التواتر فالقسم الأول : يكفر جاحده لمخالفته التواتر لا لمخالفته الإجماع و القسم الثاني : لا يكفر به و قد وقع في هذا المكان من يدعي الحذق في المعقولات و يميل إلى الفلسفة فظن أن المخالفة في حدوث العالم من قبيل مخالفة الإجماع و أخذ من قوله من قال إنه لا يكفر مخالف الإجماع أن لا يكفر هذا المخالف في هذه المسألة و هذا كلام ساقط بالمرة إما عن عمى في البصيرة أو تعام لأن حدوث العالم من قبيل ما اجتمع فيه الإجماع و التواتر بالنقل عن صاحب الشريعة فيكفر المخالف بسبب مخالفته النقل المتواتر لا بسبب مخالفته الإجماع