الرد على الفلكيين في أسباب الكسوف والخسوف .
والمقصود بهذا الكلام أن يعلم أن ما ذكره أهل الحساب من سبب الكسوف : لا ينافي كون ذلك مخوفا لعباد الله تعالى وإنما قال النبي A هذا الكلام لأن الكسوف كان عند موت ابنه إبراهيم فقيل : إنهما إنما كسفت لموت إبراهيم فرد النبي A ذلك .
وقد ذكروا : أنها إذا صليت صلاة الكسوف على الوجه المذكور ولم تنجل الشمس : إنها لا تعاد على تلك الصفة وليس في قوله [ فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم ] ما يدل على خلاف هذا لوجهين .
أحدهما : أنه أمر بمطلق الصلاة لا بالصلاة على هذا الوجه المخصوص ومطلق الصلاة سائغ إلى حين الانجلاء .
الثاني : لو سلما أن المراد الصلاة الموصوفة بالوصف المذكور : لكان لنا أن نجعل هذه الغاية لمجموع الأمرين - أعني الصلاة والدعاء - ولا يلزم من كونهما غاية لمجموع الأمرين : أن تكون غاية لكل واحد منهما على انفراده فجاز أن يكون الدعاء ممتدا إلى غاية الانجلاء بعد الصلاة على الوجه المخصوص مرة واحة ويكون غاية للمجموع