معنى سبحانك وبحمدك .
الوجه الثاني : أن يكون المراد : فسبح متلبسا بالحمد فتكون الباء دالة على الحال وهذا يترجح لأن النبي A قد سبح وحمد بقوله سبحانك وبحمدك وعلى مقتضى الوجه الأول : يكتفي بالحمد فقط وكأن تسبيح الرسول على هذا الوجه دليلا على ترجيح المعنى الثاني .
وقوله : وبحمدك قيل معناه : وبحمدك سبحت وهذا يحتمل أن يكون فيه حذف أي بسبب حمد الله سبحت ويكون المراد بالسبب ههنا : التوفيق والإعانة على التسبيح واعتقاد معناه وهذا كما روى عن عائشة في الصحيح [ بحمد الله لا بحمدك ] أي وقع هذا بسبب حمد الله أي بفضله وإحسانه وعطائه فإن الفضل والإحسان سبب للحمد فيعبر عنهما بالحمد .
وقوله [ اللهم اغفر لي ] امتثال لقوله تعالى { واستغفره } بعد امتثال قوله { فسبح بحمد ربك } وأما اللفظ الآخر : فإنه يقتضي الدعاء في الركوع وإباحته ولا يعارضه قوله عليه السلام [ أما الركوع : فعظموا فيه الرب و أما السجود : فاجتهدوا فيه بالدعاء ] فإنه من هذا الحديث الجواز ومن ذلك الأولوية بتخصيص الركوع بالتعظيم ويحتمل أن يكون السجود قد أمر فيه بتكثير الدعاء لإشارة قوله فاجتهدوا واحتمالها للكثرة والذي وقع في الركوع من قوله اغفر لي ليس كثيرا فليس فيه معارضة ما أمر به في السجود .
وفي حديث عائشة الأول سؤال وهو أن لفظة إذا تقتضي الاستقبال وعدم حصول الشرط حينئذ وقول عائشة [ ما صلى بعد أن نزلت عليه { إذا جاء نصر الله } ] يقتضي تعجيل هذا القول لقرب الصلاة الأولى التي هي عقيب نزول الآية من النزول و الفتح أي فتح مكة و دخول الناس في دين الله أفواجا يحتاج إلى مدة أوسع من الوقت الذي بعد نزول الآية والصلاة الأولى بعده