معنى التحيات و الصلوات .
و التحيات جمع التحية وهي الملك و قيل : السلام و قيل : العظمة و قيل : البقاء فإذا حمل على السلام فيكون التقدير : التحيات التي تعظم بها الملوك مثلا مستحقة لله تعالى و إذا حمل على البقاء فلا شك في اختصاص الله تعالى به و إذا حمل على الملك و العظمة فيكون معناه الملك الحقيقي التام لله و العظمة الكاملة لله لأن ما سوى ملكه و عظمته تعالى فهو ناقص .
و الصلوات يحتمل أن يراد بها الصلوات المعهودة و يكون التقدير إنها واجبة لله تعالى لا يجوز أن يقصد بها غيره أو يكون ذلك إخبارا عن إخلاصنا الصلوات له أي إن صلواتنا مخلصة له لا لغيره و يحتمل أن يراد بالصلوات الرحمة و يكون معنى قوله لله أي المتفضل بها و المعطي هو الله لأن الرحمة التامة لله تعالى لا لغيره و قرر بعض المتكلمين في هذا فصلا بأن قال ما معناه إن كل من رحم أحدا فرحمته له بسبب ما حصل له عليه من الرقة فهو برحمته دافع لألم الرقة عن نفسه بخلاف رحمة الله تعالى فإنها لمجرد إيصال النفع إلى العبد .
و أما الطيبات فقد فسرت بالأقوال الطيبات و لعل تفسيرها بما هو أعم أولى أعني : الطيبات من الأفعال و الأقوال و الأوصاف و طيب الأوصاف : بكونها بصفة الكمال و خلوصها عن شوائب النقص